استأنف الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي مفاوضات السلام التي توقفت منذ 2 مارس/ آذار الجاري بعد المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وأسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى. والتقى رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع وزيرة الخارجية ورئيسة الوفد الإسرائيلي تسيبي ليفني بعد ظهر الاثنين بالقدس الغربية وتباحثا لمدة ساعتين على انفراد، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أرييه ميكيل. وجاء هذا اللقاء بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الاثنين أن إسرائيل ستواصل بناء مساكن في الأحياء الاستيطانية بالقدس الشرقية. وقال أولمرت في إشارة إلى الكتل الاستيطانية التي تريد تل أبيب أن تبقى تحت سيطرتها "هناك مناطق لن نتخلى عنها في إطار اتفاق نهائي، ولذا ما من سبب لوقف أعمال البناء فيها".
رفض الاستيطان
وأعلن قريع في بيان له أن اللقاء مع ليفني "كان بهدف التحضير لاستئناف عميلة التفاوض". وأضاف أنه بعد التصريحات التي أدلى بها أولمرت "تم هذا اللقاء بشكل غير رسمي". وأشار رئيس الوفد الفلسطيني إلى أنه نقل إلى ليفني "غضب السلطة الفلسطينية الشديد والرفض التام لهذا الموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي". كما أكد "الرفض القاطع" من الجانب الفلسطيني "لبناء ولو غرفة استيطانية واحدة على أي شبر من الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس المحتلة" معتبرا أن ذلك "انتهاك فاضح وصارخ للالتزامات التي على إسرائيل تنفيذها حسب خارطة الطريق". وأضاف قريع "نقلت رسالة شديدة برفض عملية التوغل والاغتيالات والاجتياحات والهدم أيضا واستمرار الحواجز".
اجتماع سري
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه قوله إن ليفني وقريع اجتمعا سرا قبل نحو عشرة أيام. وقد استأنفت تل أبيب والسلطة الفلسطينية رسميا اتصالاتهما تحت إشراف واشنطن خلال لقاء عقد الجمعة بين المبعوث الأميركي وليام فريزر ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وعاموس جلعاد مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي.
زيارة ميركل
ومن جهة أخرى تواصل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيارة قالت إنها تأتي للتعبير عن تضامن بلادها مع إسرائيل، وللمشاركة بالذكرى الستين لقيامها. وزارت ميركل الاثنين نصب "ياد فاشيم" بالقدس الذي أقيم تخليدا لذكرى "ستة ملايين يهودي" تقول إسرائيل إنهم قتلوا فيما تسميه المحرقة النازية بألمانيا بأربعينيات القرن الماضي. وكانت المستشارة قد شددت فور وصولها لإسرائيل الأحد على "المسؤولية الخاصة" التي تتحملها بلادها في "المحرقة" مؤكدة التزام برلين بضمان أمن إسرائيل، وذهبت إلى القول إن "التهديدات التي تتعرض لها الدولة الإسرائيلية هي تهديدات لنا". وأعربت المسؤولة الألمانية عن رغبة بلادها في المساهمة بالتوصل إلى سلام على أساس دولتين "دولة لليهود في إسرائيل، ودولة للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية".
كلمة أمام الكنيست
كما أظهرت ميركل انسجاما في الموقفين الألماني والإسرائيلي تجاه الملف النووي الإيراني، وهو الذي دفع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لشكرها عليه واصفا ألمانيا بالحليف الإستراتيجي. وفي سياق التكريم الإسرائيلي لها ولمواقف ألمانيا، من المقرر أن تلقي المستشارة اليوم كلمة أمام الكنيست بلغة بلادها في أول سابقة من نوعها حيث لم يلق أي رئيس حكومة ألمانية كلمة أمام الكنيست من قبل. وعكس ما جرت عليه العادة، فلن تتوجه ميركل إلى الضفة الغربية للقاء المسؤولين بالسلطة الفلسطينية رغم أنها كانت قد دعت الأسبوع الماضي لعقد مؤتمر للسلام بألمانيا في يونيو/حزيران المقبل.