كابتن حسن شحاتة.. حقيقة كنت أحترمك منذ أن كنت لاعبا في الزمالك، ورغم أهلاويتي الشديدة ورغم أنك كنت أحد فرسان الزمالك الأقوياء والذي كثيرا ما كنت تسعد جماهير الزمالك وبالتالي تلقي بالأحزان على جماهير الأهلي عند فوز الزمالك، لكني كنت أحترمك بسبب إخلاصك لنادي الزمالك ووفائك لجماهير الزمالك، وتراجعك أكثر من مرة عن قرار الاعتزال بناءً على رغبة الجماهير، كانت لمسة وفاء منك لجماهيرك جماهير الزمالك، والإخلاص والوفاء صفات تستحق التقدير والاحترام حتى لو كانت في الخصم أو المنافس.
أما الآن أراك أجبرتني على ألا أحترمك.. أراك تسقط من أعين من أحبوك لأخلاقك ووفائك، وهذا شعور طبيعي ومنطقي، فكل من أحترمك من أجل إخلاصك ووفائك، اليوم تفقد احترامهم لنفس السبب، بيدك تضع نقاطا سوداء على تاريخك الأبيض، وكلنا نتعجب مما تفعله، لست مجبرا على أن تفعل ما تفعله الآن، فلماذا تلوث اسمك وتاريخك من أجل لاعب تتناقض صفاته مع صفاتك؟، كان ومازال شحاتة رمزا للوفاء والإخلاص لناديه، والحضري أصبح رمزا للغدر والخيانة لناديه، فكيف تكافئه وتناصره على ناديه؟، هل أنت مجبر على ذلك؟.
كابتن شحاتة.. سأفترض هنا افتراضا كنا نتوقعه منك، وأسأل سؤالا، وسأجيب أنا على هذا السؤال: ماذا لو أنك اتخذت قرار تربويا بعدم ضم الحضري للمنتخب؟، لو أنك اتخذت هذا القرار لكانت كل جماهير مصر بكل انتماءاتها اعتبرت هذا القرار إنجازا يعادل إنجاز غانا 2008 إن لم يكن أقيم وأعلى قدرا من البطولة نفسها، كانت جماهير الزمالك ستفتخر بك وتتفاخر بك لأنك رجل مبادئ وقائد يسير على درب القيم والأخلاق، كانوا سيفرحون بك ويفتخرون بك لأنك رفعت رؤوسهم عالية وسط العالم كله، لأنك ابن من أبناء الزمالك اتخذ قراراً يدعم القيم والمبادئ وهو ما لم يفعله من سبقك في تحقيق البطولات الكابتن محمود الجوهري، الذي فعل ما تفعله الآن ولم يجن سوى الفشل والغدر ممن ساعده وناصره ألا وهو إبراهيم سعيد، مازال تاريخ الجوهري يحمل تلك النقطة السوداء التي ستظل عالقة به مدى الدهر.
كابتن شحاتة.. لو أنك اتخذت هذا القرار التربوي الشجاع لكانت جماهير الأهلي رفعتك فوق الأعناق، لكانت جماهير الأهلي وجهت لك تحية تقدير واحترام لفارس الأخلاق والوفاء، لو أنك اتخذت هذا القرار التربوي لكان العالم العربي كله أشاد بك وبصلابتك وبثقتك بنفسك وبقدراتك الفنية التي لم تخش عدم وجود أفضل حارس مرمى في أفريقيا بين صفوف منتخب مصر رغم المعترك الكبير الذي تقدم عليه، لو أنك اتخذت هذا القرار التربوي لأجبرت الجميع على احترامك وتقديرك وأثبت للجميع أن الأخلاق قبل الأداء، وأن الهزيمة بشرف أغلى من فوز ملوث بوجود لاعب خائن لناديه، رغم أنه لا يوجد ما يؤكد أنك ستفوز بوجود الحضري، ولا يوجد ما يؤكد الهزيمة بدون الحضري، الوضع في كلا الحالتين متساو، لا فرق بينهم ولا يوجد ما يشير إلى الفوز هنا أو الهزيمة هناك.
بالعكس أنت لا تحتاج إلى الحضري ولكنك تحتاج لتوفيق الله عز وجل، وما فوز مصر ببطولة غانا إلا بتوفيق الله لك ولكل لاعبي مصر، فقط أنت تحتاج لتوفيق الله، فهل ترى أن وقوفك بجانب الحضري هو وقوف بجانب الحق وأنك تضمن بذلك توفيق الله؟.
كابتن شحاتة..
ألا ترى أنك لم تحترم مشاعر جماهير الأهلي؟.
ألا ترى أنك تجبر جماهير الأهلي أن لا تحترمك أيضا؟.
ألا ترى أن ضم الحضري هو مكافأة على خيانته للأهلي؟.
ألا ترى أنك وضعت نفسك في خانة واحدة مع الحضري؟.
نعم القرار قرارك أنت، ولكن لست وحدك من سيجني حصاد هذا القرار، فكل أبناء مصر سيدفعون الثمن غاليا لو لم يحالفك التوفيق وتصل بمصر لنهائيات كأس العالم، نحن من سيدفع الثمن، نحن من سيحترق كمدا وغيظا من جراء قرارك هذا لو لم نصل لنهائيات كأس العالم رغم أننا نمتلك أفضل جيل في تاريخ مصر، ربما ستكون أنت الفائز الوحيد في مصر، لأنك جمعت من المال ضعف ما كنت ستجنيه بعد زيادة مرتبك بنسبة 100 %، مرتبك الذي يدفعه لك شعب مصر وليس الاتحاد المصري لكرة القدم.
بمناسبة مرتب الكابتن حسن شحاتة، كان قرار رفع المرتب بنسبة 100 % قرارا خاطئا يدل على ضعف إدارة اتحاد الكرة وعدم احترافيتهم للإدارة، كان من الواجب أن تكون الزيادة بنسبة لا تزيد عن 20 %، مع زيادة في المكافأة فقط بنسبة 100 %، بمعنى أن تكون المكافأة تعادل مرتب عدد الشهور التي أدار فيها الكابتن شحاتة المنتخب من تاريخ التجديد وحتى تاريخ الوصول إلى نهائيات كأس العالم وبذلك تصبح الزيادة بنسبة 140 % لو وصلنا لنهائيات كأس العالم، أما لو لم نصل تكون الخسارة المادية محدودة.
كابتن شحاتة.. كنت أحترمك، وكنت أتمنى أن أحتفظ باحترامي لك، ولكنك لم تترك لي خيارا أخر، أجبرتني على ألا أحترمك، لك ما شئت.
أقاويل واستفسارات:
قالوا: إن الأهلي لا يقف على لاعب، وهذه حقيقة وسيثبت الأهلي أنه لا يقف على لاعب مهما كانت نجوميته ومهما كانت قدراته، وأسأل هؤلاء: هل تقف مصر كلها على لاعب؟.
قال الكابتن شحاتة وجهازه الفني: أن مباراة مصر مع الأرجنتين هي تكريم لمنتخب مصر ولذلك سيشارك الحضري، وأسال الكابتن شحاتة: أين كان الحضري يوم تكريم مجلس الشعب وتكريم مجلس الشورى وتكريم جماهير مصر في إستاد القاهرة؟.
قال الكابتن شحاتة: أن مشكلة الحضري مع الأهلي ولا علاقة لها بالمنتخب المصري، وأسأل الكابتن شحاتة: هل كانت مشكلة عمرو ذكي مع نادي الزمالك لها علاقة بالمنتخب حين رفضت ضم عمرو للمنتخب؟.
يرددون أن مصلحة مصر فوق مصلحة الأهلي ولذلك لابد أن يلعب الحضري، وأقول لهؤلاء: لو أن الحضري احترف في نادي سيون مثلا، وهذا النادي هدد الحضري بأنه لن يلعب لو ذهب لمنتخب مصر، فهل سيلبي الحضري نداء المنتخب ويضحي بمستقبله الذي حارب الجميع من أجله؟.
يقولون أن مصلحة مصر فوق الجميع، فهل مصلحة الحضري فوق مصر؟.
يقولون أن الحضري هو صانع البطولات، وكأن منتخب مصر كان يلعب بلاعب واحد هو الحضري مقابل 11 لاعب، ونسى هؤلاء أن وائل جمعة وحسني عبد ربه وهاني سعيد وشادي وفتح الله كل هؤلاء كانوا ينقذون مرمى المنتخب من كرات يصدها الحضري داخل منطقة الست ياردات.
تذكر أن:
معلومة للكابتن حسن شحاتة : النادي الأهلي هو نادي مصري، ونادي سيون هو نادي أجنبي، النادي الأهلي قدم لك ولمنتخب مصر 8 لاعبين أساسيين في 2006 و 2008، أما نادي سيون من الممكن جدا أن يرفض انضمام الحضري للمنتخب أو على الأقل يهدده بعدم اللعب، النادي الأهلي أكبر مؤسسة رياضية في مصر تقدم الأبطال الذين يرفعون راية مصر في كل المجالات، ونادي سيون يحرض لاعبي مصر على الهروب، جماهير الأهلي هي غالبية جماهير مصر التي وقفت بجانبك يوم أن احتج عليك ميدو وقالت لميدو: بره.. بره..، وغدا ستقول لك جماهير الأهلي: بره.. بره..
"كان" فعل ماض
كابتن شحاتة، كنت أحترمك، وكنت أتمنى أن يزيد احترامي لك، ولكنك كافأت الهارب ووضعت نفسك معه في خانة واحدة، فكيف لي أن أحترم من يكافئ الخائن؟. أشعر أن هناك خطأ ما، إما أنك متورط مع الحضري وتخشى أن يعلن ذلك، وإما أن هناك من يريد أن يقضي عليك فيدفعك لمكافأة الخائن بحجة أن الحضري هو المنقذ لك ولمصر، فماذا ستفعل لو أصيب الحضري؟. وماذا ستفعل لو أن سيون منع الحضري أو هدده بعدم اللعب؟، وماذا ستفعل لو لعب الحضري ولم نصل لنهائيات كأس العالم؟.
كتبها لكم
احــمـــــد جـــمـــــــال