مورينيو يقبل كأس أوروبا للاندية البطلة بعد انتصار بورتو على موناكو في جيلسنكيرشن بألمانيا في 2004
"ارجو ان لا تتهموني بالغرور..فأنا مدرب فزت لتوي بكأس اوروبا للاندية البطلة ولذا فأنكم قد حصلتم على مدرب مميز" كان هذا اول تصريح ادلى به جوزيه مورينيو للإعلام البريطاني بعد تعيينه كمدرب لفريق تشيلسي في العام 2004.
كان مورينيو قد فاز في صيف ذلك العام بكأس اوروبا للأندية عندما كان مدربا لفريق بورتو البرتغالي وقد فاز بكأس ذلك العام اثر مسيرة نجح فيها بالفوز على مانشستر يونايتد الانجليزي وواكبها آنذاك فرحة اسطورية لمورينيو بعد نجاح فريقه في اقصاء الشياطين الحمر.
كانت تلك الفرحة هي أول عهد الإعلام البريطاني بجوزيه مورينيو الذي لم يكن اسما معروفا في عالم التدريب قبل ذلك.
كان قدوم مورينيو الى الدوري الانجليزي بمثابة ضخ هواء جديد في غرفة مغلقة منذ فترة طويلة، فالدوري الانجليزي كان محل تنافس فريقين في السنوات العشر الأخيرة وهما مانشستر يونايتد وأرسنال أو بالأحرى بين مدربين عجوزين:
اليكس فيرغسون وارسين فينغر مدربا مانشستر وارسنال على التوالي.
جاء مورينيو ليقلب المعادلة رأسا على عقب وخلال سنته الاولى أطاح بارسنال ومانشستر من على عرش الدوري وقاد فريق تشيلسي الى لقبه الأول منذ العام 1950.
وفي العام التالي استمرت سيطرة تشيلسي على الدوري وفشل منافسوه في اللحاق به لا بل انه ضمن الفوز الدوري قبل نهايته بعدة مراحل.
وبسبب نجاحه في الفوز بالدوري لسنتين متتاليتين وتفوقه على اقوى الفرق الانجليزية ضمن مورينيو مكانة خاصة لدى الإعلام البريطاني الذي لم يبخل عليه بلقب الفتى المميز.
جوزيه مورينيو يغادر الملعب مع افراد فريقه بعد احتفالهم بالفوز على فريق بلاكبيرن روفرز
قبيل تولي مورينيو تدريب تشيلسي كان الفريق الانجليزي يحتل أحد المراكز الأربعة الكبرى في الدوري الانجليزي وذلك بعد ان اشتراه الملياردير الروسي ابراموفيتش الذي ضخ ما يقرب من أربعمئة وخمسين مليون دولار لشراء افضل لاعبي العالم.
ومع قدوم مورينيو استمر ابراموفيتش بدعم تشيلسي بسخاء وهو ما مكن المدرب البرتغالي من نقل تشيلسي الى مصاف الأندية البطلة على مستوى بريطانيا والأندية مهابة الجانب على مستوى اوروبا.
وقد نجح مورينيو في زرع روح الفوز والرغبة المستمرة في الانتصارات في نفوس لاعبيه وبات دفاع فريق تشيلسي من اصعب الدفاعات التي يمكن اختراقها.
وخلال توليه لتدريب تشيلسي لم يخسر الفريق على ارضه لستين مباراة وهو رقم قياسي لم يسبق لاي فريق انجليزي ان حققه.
اشتهر مورينيو بتصريحاته اللاذعة ولم يتورع عن انتقاد الحكام واتهامهم بمحاباة منافسيه في بريطانيا او في أوروبا.
لاعبو تشيلسي (من اليسار) بيتر سيك وفرانك لامبارد وجون تيري مع مورينيو بعد فوزهم بكأس بطولة دوري انجلترا لعام 2005
وبسبب اسلوبه الثوري فقد نشأت عداوة كروية بين فريقه وفريق برشلونة على مستوى أوروبا وفريق ليفربول على مستوى بريطانيا.
كان مورينيو يتمتع بعلاقة خاصة مع لاعبيه وكان يسارع لاحتضانهم بعد كل فوز او التربيت على اكتافهم عقب كل خسارة وكان لاعبو تشيلسي يبادلونه الاحترام والتقدير الكبيرين.
وقد اثبت مورينيو انه لا يقيم وزنا لشهرة اللاعبين وقد ادى به ذلك الى ترك الاوكراني اندريه شيفشينكو على مقاعد الاحتياط لفترة طويلة، ومؤخرا ثار خلاف بينه وبين الألماني مايكل بالاك ادى الى عدم ادراج اللاعب ضمن قائمة تشيلسي الأوروبية.
نجح مورينيو خلال تدريبه لتشيلسي في انتزاع احترام الجميع والأهم انه اضفى على الدوري الانجليزي لمسة خاصة لا شك ان كثيرا من محبيه وخصومه سيفتقدونها برحيله.