قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن إسرائيل ستسمح للفلسطينيين بنشر مئات من قوات الأمن في مدينة جنين بالضفة الغربية، بعد أن ينهوا برنامجا تدريبيا تموله الولايات المتحدة في الأردن. ومن المقرر أن يبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بهذا القرار، عندما يجتمعان غدا الأربعاء، وقد جرت عمليات انتشار مماثلة في مدينتي نابلس وطولكرم بالأشهر الأخيرة. وقال مسؤول في الوزارة طلب عدم الكشف عن اسمه "الفكرة أن نبدأ بنشر القوات تدريجيا بالمناطق الفلسطينية" معتبرا أن قوات الشرطة الفلسطينية في نابلس نجحت بملاحقة "المجرمين" لكنها لم تكن على المستوى المطلوب فيما يتعلق بالواجبات الأمنية، في حين أشاد بنجاح الشرطة الفلسطينية بمدينة طولكرم. ويأتي الإعلان هذا بعد يوم من رفض باراك إزالة الحواجز في الضفة الغربية والتي تقيد حركة الفلسطينيين، وتزيد معاناتهم من الاحتلال.
وتعتبر هذه الحواجز -حسب منظمات حقوق الإنسان- شكلا من أشكال العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، ولكن ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي أكد أن بلاده لن تضغط على الإسرائيليين لاتخاذ إجراءات قال إنها قد تهدد أمنها.
فتح وحماس
وفيما يتعلق باتفاق حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على بدء الحوار بهدف تحقيق مصالحة وفقا لما جاء في العريضة التي وقعها الجانبان في صنعاء يوم الأحد الماضي، أعلنت موسكو اليوم ترحيبها بهذا الاتفاق. وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تعتبر أن تأكيد فتح وحماس على إعادة الوحدة الفلسطينية حدث مهم يستحق الدعم، وأكدت أن جهودا كبيرة يجب أن تبذل من أجل إعادة التوافق، والعودة إلى الوضع السابق لتكون الحكومة الوطنية قادرة على العمل على الاتفاقات التي أبرمت في مكة. ويتعارض الموقف الروسي مع موقفي كل من إسرائيل والولايات المتحدة اللتين أعلنتا صراحة رفضهما لأي اتفاق بين فتح وحماس. ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وزير إسرائيلي تهديده بوقف إسرائيل المحادثات مع القيادة الفلسطينية إذا اتفقت فتح مع حماس. واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة أن الاتفاق "لا يستحق حتى أي رد فعل من قبل إسرائيل".
ولكن المستشار في الوزارة عاموس جلعاد قلل من إمكانية اتفاق الحركتين، وقال إنه إن وافق محمود عباس على اتفاق مع حماس فإن الأمر سينتهي بسيطرة حماس على الضفة الغربية "وذلك سيسجل نهاية منظمة التحرير الفلسطينية". وأضاف جلعاد "إن أراد محمود عباس الاستمرار في قيادة معسكر السلام، لا يمكنه الشراكة مع حماس التي تدعو إلى تدمير إسرائيل". أما ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي فقد قال أمس في نهاية زيارته لإسرائيل والضفة الغربية، إنه لا يعتقد أن الرئيس الفلسطيني سيوافق على المصالحة مع حماس ما لم تتنازل الحركة عن السيطرة على قطاع غزة. وذهب تشيني لاتهام حماس بتلقي الدعم من إيران وسوريا وببذل "قصارى جهدها لنسف عملية السلام". وعلى الصعيد الفلسطيني في الضفة الغربية، تسببت المبادرة بوقوع خلاف في حركة فتح، حيث أكد المسؤول في حركة فتح أحمد قريع أن القيادة الفلسطينية تريد إنجاح المبادرة اليمنية، ولكنه تحدث في المقابل عن سوء فهم وقع بين الرئاسة الفلسطينية ووفد المنظمة الذي توصل لاتفاق مع حماس بشأن المبادرة اليمنية لرأب الصدع الفلسطيني. وجاء في الإعلان أنه تم الاتفاق بين الحركتين على اعتبار المبادرة اليمنية إطارا لاستئناف الحوار بينهما للعودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو/حزيران الماضي.