من بين الأحلام الرمادية التي تتوجس سباتي .... ومن بين صرخات فؤاد ضاقت به الحياة ...
أعود بنفسي لأيام كنت أحسبها عمري الكامن ... كنت أظنها سعادة أزلية ... كنت أتوجسها فرحا ...
من بين تلك الأيام .... أذكر يوم لقائنا .... يوم التقت أعيننا للمرة الأولى .... يوم نبضت قلوبنا ...
يومها أحسست بانقلاب يهزني من الصميم ... لكني لم أكن أعلم أن هذا الانقلاب سيقتلني ...
عدت من جديد للذكرى....
أتذكرها ... أتذكر كيف تقاسمنا الحب ...أتذكر كيف كنت تتعمد لقائي ... أتذكر كيف كنت تتعمد لمسي ...
أتذكر كم بحثت عني وكم بقيت تخفى حبك الذي فضحتك به عيناك ....
أتذكر لحظة أخبرتني أنك تحبني ... كادت أن تخرج روحك لا لشيء وإنما لأنك ما اعتدت أن تحب من الأعماق ما اعتدت أن تظهر الحب المكنون .... ما اعتدت أن تترجم لغة قلبك .... رغم أني أعلم بحبك الكبير لي إلا أنك حين قلتها حين أخرجتها من حناياك حين نطقت بها لم يكن مني إلا دموع أخفيتها خلف عيون حائرة ...
لم أشأ أن تظهر لك ....
ها قد عادت الجروح تنزف على ماض ما كنت أصدق بأني سأحياه ,,, وكيف أحياه وأنا من عرفني الجميع بما أملك من كبرياء جامح وقوة أتظاهر بها أمام الجميع وقلب مغلق يرفض الحب .... وكلمات أبت أن تخرج إلا لك
والآن آلا لام خرجت بسببك أنت ....هل تعرف معنى أن تعيش لشخص وتهب حياتك له طيلة سنوات طوال وفي أخر المطاف يسدل الستار على خيبة أمل ونزف جرح ومرض لا يبرأ ....
بعد تجاهلك لقلب هام بك ... أعزك ورفعك منزلة لا تستحقها .... ما جزاء هذا القلب .... هجر دون وداع ورحيل دون عذر وتهرب بلا مبرر والأدهى من هذا وذاك نكرانك حبي .....
يا عجبي على دنيا البشر ....
وأستفيق على غصة في صدري تكاد تقتلني .....
هل تريد أن تسأل يا سيدي عن أحوالي وأيامي .....
لا تسألني عن أيامي ولا عن أحلامي .... لا تسألني عن قلبي ؟؟؟
فو الله لو بدأت البوح فلن تتوقف دموعي... وللأسف لن يكون هناك من يمسحها ....
هل ستسأل عن حياتي ..... دعني أخبرك ودموعي تحرق جلدا كاد أن يذوب من حرارتها .....
لا إجابة ... لا حديث .... سوى الدموع ممزوجة بآلالام الحب ....
بعدك سكنت الليل وعشت على أرجوحة الجرح أتذكر لحظات كانت هي عمري بأكمله
بعدك اعتزلت العالم واعتزلت الأصدقاء هجرت الضوضاء وبحثت عن عالم هادئ أسكن به مع أحزاني وذكرياتي .... بحثت عن زاوية أحتضن فيها حزني .... بحثت عن نقطة انطلاق أبدأ بها من جديد ....
وبت أهيم بعالمي تعلو وجهي ابتسامة صفراء .... ترضي من حولي ....
أسكنتك أعماقي وأقفلت عليك هناك .... وضحكت على روحي .... أبعد ما صنعته بي هل سأغفر لك أخبرني بالله عليك ... دعني أخبرك بأني ما استطعت نسيانك أو تناسيك وكي أستطع الاستمرار ....
أسكنتك تحت التراب .... فلماذا رحلت .... لم ؟؟؟؟
فهل سأكف عن حبك يوما وهل ستنتهي أسطورة أوجاعي وجروحي ...
هل سينتهي عمري عند همسك أنت .... هل سأتمرد على واقع سخيف أدماني
وهل أستطيع مواصلة حياتي دون ذكراه ... دون الحديث عنه ؟؟
ألست من تركني أتجرع مرارة اليأس؟؟؟ واستسيغ طعم الحزن ؟؟؟؟
ألست أول من باعني وأول من أبكاني وأول من جرحني وأول من طعنني ؟؟؟؟؟
صدقني ما عاد هناك جديد فأنا كما كنت أتجرع أحزاني وأتغذى بها وأكبر معها ....
حاولت منذ زمن طويل أن أكتب لك عن مشاعري عن حزني ولكن عبثا حتى أحاسيس القلم ماتت !!!
وها أنا أحاول أن أكون كما كنت ولكن بلباس الحزن !!!
فهل سيسعني الزمان أن ألقاك وأنظر إليك نظرة عتاب فقط وأرحل ؟؟؟
وهل ستنظر أنت إلي أم أنك ستهرب كما هربت من مواجهتي ؟؟؟
اعلم بأنك لو رحلت عني عمري بأكمله فلن أبحث عنك ولا عن حبك المريض .... اعلم بأني لن أحاول السؤال عنك ولن أتجرأ لأني أملك كبريائا يقتل من حوله ولا يقتل نفسه
والآن بعد أن علمت عني ما علمت هل أنت سعيد وهل تضحك وتمارس حياتك بطبيعيه ؟؟؟؟
فاجعل من يختار لك طريقك أن يهنأ بهذا الطريق المسدود ....
ودعني وأحزاني وصمتي ... دعني لدموعي وآلامي دعني وأرحل ارحل بعيدا ....
فغدا ستعرف معنى الظلم وستعرف أنك أهنتني وأنك ستهان من أقرب الناس إليك لحظتها فقط ستشعر بكلماتي هذه وستبحث عني بلا أمل ....
ياتي
وداعا فلا أسف عليك .... وأهنأ بسعادتك التي كانت دموعي ثمنا لها....